الحلم
كانت دائما تدخل مبتسمة سعيدة , تَدخل في قلبه إحساس غريبا مازال يبحث عن أسبابه ولم يصل إليه بعد.
تدخل بابتسامة رقيقة
لا يظهر عليها اثر الراحة وإنما تحمل أملا غير معروف .
وفي خضم كل هذا كان يجد نفسه وقد استيقظ بألم من حلم لذيذ غير مفهوم .
مرارا وتكرارا كان هذا الحلم الجميل يراود حنايا قلبه المتعب بالبحث عن أشياء وأشياء .
قل في نفسه:
ليس من الضروري أن نبقى نبحث
في أحلامنا عن أسباب وأسباب من خلالها نبحث عن الواقع . الواقع البعيد جدا عن
الحلم . الحلم الذي يأتي كل يوم ويترك أثرا
سلبيا مسبطا وأخر ايجابيا مشجعا , وشتان بين الأثرين المتعاكسين في حلم واحد وفي
وقت واحد .
لِما يأتي الحلم أليما رقيقا إلى حد الخيال ؟ رغم
انه واقع بسيط . فليس صعبا أن يكون المرء في موقف الحلم في الواقع.
ما الغريب إذن ؟
هل الغريب هو في تكرار الحلم ؟ أم في تناقض الحلم ؟
ثم أين التناقض ؟ تناقض وهمي . غير معروف وأحيانا غير موجود
وفي أحيان أخرى مزعوم.
مرة تلو مرة يتكرر الحلم .. وكل مرة يأتي بنفس المرارة و بنفس الهدوء وبنفس السحر , ولكن
لم يتحقق بعد. ولا يبدو انه سيتحقق في القريب المأمول أو البعيد المعقول .
ثم ما معنى تكرر الحلم كل مرة
ومرة ؟ هل لهذا سبب في النوم أم سبب مرتبط
بالواقع أم هو مجرد حلم و حلم فقط ؟
انتفض قائلا : إلى متى سأبقى أفكر واحلل في هذا الحلم العادي البسيط ؟
إلى متى سأظل أناقشه من كل الجوانب واتعب نفسي وعقلي به ؟
الم يأنِِِ لي أن أتوقف عن الولوج إلى
أعماق نفسي باحثا عن أسبابه و مسوغاته؟
لا أظن أن الأمر مرتبط بالواقع .
عدت للتفكير بالحلم والبحث عن أسبابه . قال بعد أن انتبه لنفسه .
من الأفضل لي أن أفكر بأمر أهم .
فان هذا الحلم لن يتركني وحدي وإذا كنت لا أفكر في الحلم فانا أفكر في أسبابه وان لم يكن في أسبابه فبأمرٍ
مرتبط به على كل حال.
وبدأ يحاول أن يدخل في أمر آخر .
وبينما هو في هذه الحالة وإذا بها
تدخل مبتسمة سعيدة , بالصورة التي كانت دائما تأتي له في الحلم . قد تركت في نفسه نفس الأثر الجميل الذي يتركه
الحلم كل مرة.
فتح عينيه وأغلقهما مرة بعد مرة
محاولا أن يتأكد من ما يراه .
وبالفعل أن ما يراه ما هو إلا
الحلم ذاته يتحقق أمامه .
يا الله . قال في نفسه . إن الحلم يتحـ ....
انها تدخــ ...... فعلا . - تأتأ
وهو يرتعد مما يرى - .
إنها تدخل كما في الحلم . وهي باسمة بنفس الرقة و
الأمان .
ثم أنها تدلف إلى الروح برقة وعذوبة
ينشرح الصدر لرؤيتها و يتسلل الدفء
إلى النفس بابتسامتها .
كما وإنها تلبس نفس الملابس وتحمل
كل الصفات التي في الحلم .
لا أظن أن الحلم يتحقق بهذه الدقة . لا أظن الأمر دقيقا بكل هذه التفاصيل .
قرر أن يجمع قواه ويرتب أفكاره
ويحاول أن يسألها عن نفسها ولما كانت تأتيه في الحلم ؟ ومن
ثم كيف أتت إليه وكيف عرفته و أسئلة
كثيرة ملأت خاطره المتعب
من التفكير بها وبحلمها.
وهي ما تزال واقفة تنظر إليه بابتسامتها
التي لا يمكن أن ينساها و كأنما تنتظره أن يبادر في الحديث ليعبر لها عن دهشته
. أو عن ما يجول في خاطره .
غير انه لم يفعل أي شيء , إنما فكر
هل هو في حلم أم حقيقة ؟
ما أن انتهى من أفكاره هذه حتى أحس بألم غير مرغوب فيه .
الم الحلم ذاته .
ماذا يعني هذا الألم ؟ هل يعني أن
الحلم قد انتهى , أم انه يجب أن ينتهي .
انتفض من مرة أخرى من مجلسه ليجد نفسه قد حلم
الحلم الذي بحلمه كل مرة وهو في يقظته . وان ما حصل معه ما هو إلا حلم في الحقيقة
.
وما زال الحلم يتكرر كل يوم .
السبت 07 يناير 2012, 12:45 من طرف سلام الحاج
» الى الاخ جزائري
الخميس 04 فبراير 2010, 22:14 من طرف ابو قدور
» شكوى الى شركة احلى المنتديات
السبت 30 يناير 2010, 00:04 من طرف جزائري وأفتخر
» بيــان أول نوفمبر 1954
الجمعة 08 يناير 2010, 00:25 من طرف khmaya.k
» الأمل
الجمعة 01 يناير 2010, 23:53 من طرف ابو قدور
» أهلا وسهلا ومرحبا بالعضو الجديد أبو قدور
الخميس 17 ديسمبر 2009, 13:12 من طرف ابو قدور
» تهنئة ومباركة
الخميس 17 ديسمبر 2009, 12:57 من طرف جزائري وأفتخر
» عشق العلم و عشق الحسان مقارنة للشافعي :
الإثنين 14 ديسمبر 2009, 19:49 من طرف ابو قدور