.ثانياً : حكم صلة الرحم :
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبــائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحـــريم القطيــــــعة
عن عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليــــــه وسلم قال : " إن أسرع الخير ثوابا : البر ، وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقوبة : البغي ، وقطيعة الرحم " *
، عن أبي بكرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ذنب هو أجدر أن يعجل الله تعالى عقوبته لصاحبه في الدنيا مع ما يدخــــر له في الآخرة من البغي ، وقطيعة الرحم "
وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قــــــدرة الواصل وحاجة الموصول , وباختلاف الشيء الذي يوصل به.
أوضح هذا فأقول :
لو كان لإنسان غني أخ فقير يحتاج للمساعدة فإن الأخ الغني هنا يجـــب عليه أن يصل رحمه بإعطاء أخيه الفقير, فهنا الإعطاء أصبح من الصلة وهو واجب, بينما لو كان الأخ غنياً لا يحتاج إلى المال لأصبح الإعطـــاء غير واجب لكن الصلة بالأشياء الأخرى كالسلام والصلة بالكـلام هي التي تصبح واجبة. إذن هنا راعينا حاجة الموصول.
كذلك يجب أن تراعى قدرة الواصل فإن كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا.
كذلك لا بد من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاســــــتحباب.
ففي المثال السابق نجد أن الأخ الفقير صلته تكون بإعطائه فالإعطاء هنا واجب بينما إذا كان غنياً فصلــــته لا تكون بإعطائــه فالإعطاء يصبــــــح مستحباُ وليس بواجب.
وأيضاً أمر آخر وهو أن الوجوب يكون على الأقرب فمن بعده فمثــــلاً إذا كان الغني له أخ فقير وعم فقير ولا يستطيع أن يقوم بحقهما جميعاً فهنـا نقول أن الواجب صلة الأخ الفقير لأنه أقرب وتكون صلة العم على سبـيل الاستحباب.
أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أن تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أن هناك شـــــخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني, فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة, ولكن لو افترضنا أن الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه, فإن العم لا يحــــق له أن يقول إن صلة هذا القريب على أخيه وقد قصر فلا أتحمــل أنا المسؤولية, بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا
و الدليل على ذلك قول عمر بن الخطاب لابنه عبد الله وهو يحتـــــــضر :
يا عبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجـــــــدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه ، قال : إن وفى له ، مال آل عمر فأده من أموالهــم ، وإلا فسل في بني عدي بن كعب ، فإن لم تف أموالهم فسـل في قريش ، ولا تعدهم إلى غيرهم ، فأد عني هذا المال .
انتظروا القسم التالي قريباً وبعد قراءة ردودكم.
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبــائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحـــريم القطيــــــعة
عن عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليــــــه وسلم قال : " إن أسرع الخير ثوابا : البر ، وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقوبة : البغي ، وقطيعة الرحم " *
، عن أبي بكرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ذنب هو أجدر أن يعجل الله تعالى عقوبته لصاحبه في الدنيا مع ما يدخــــر له في الآخرة من البغي ، وقطيعة الرحم "
وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قــــــدرة الواصل وحاجة الموصول , وباختلاف الشيء الذي يوصل به.
أوضح هذا فأقول :
لو كان لإنسان غني أخ فقير يحتاج للمساعدة فإن الأخ الغني هنا يجـــب عليه أن يصل رحمه بإعطاء أخيه الفقير, فهنا الإعطاء أصبح من الصلة وهو واجب, بينما لو كان الأخ غنياً لا يحتاج إلى المال لأصبح الإعطـــاء غير واجب لكن الصلة بالأشياء الأخرى كالسلام والصلة بالكـلام هي التي تصبح واجبة. إذن هنا راعينا حاجة الموصول.
كذلك يجب أن تراعى قدرة الواصل فإن كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا.
كذلك لا بد من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاســــــتحباب.
ففي المثال السابق نجد أن الأخ الفقير صلته تكون بإعطائه فالإعطاء هنا واجب بينما إذا كان غنياً فصلــــته لا تكون بإعطائــه فالإعطاء يصبــــــح مستحباُ وليس بواجب.
وأيضاً أمر آخر وهو أن الوجوب يكون على الأقرب فمن بعده فمثــــلاً إذا كان الغني له أخ فقير وعم فقير ولا يستطيع أن يقوم بحقهما جميعاً فهنـا نقول أن الواجب صلة الأخ الفقير لأنه أقرب وتكون صلة العم على سبـيل الاستحباب.
أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أن تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أن هناك شـــــخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني, فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة, ولكن لو افترضنا أن الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه, فإن العم لا يحــــق له أن يقول إن صلة هذا القريب على أخيه وقد قصر فلا أتحمــل أنا المسؤولية, بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا
و الدليل على ذلك قول عمر بن الخطاب لابنه عبد الله وهو يحتـــــــضر :
يا عبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجـــــــدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه ، قال : إن وفى له ، مال آل عمر فأده من أموالهــم ، وإلا فسل في بني عدي بن كعب ، فإن لم تف أموالهم فسـل في قريش ، ولا تعدهم إلى غيرهم ، فأد عني هذا المال .
انتظروا القسم التالي قريباً وبعد قراءة ردودكم.
السبت 07 يناير 2012, 12:45 من طرف سلام الحاج
» الى الاخ جزائري
الخميس 04 فبراير 2010, 22:14 من طرف ابو قدور
» شكوى الى شركة احلى المنتديات
السبت 30 يناير 2010, 00:04 من طرف جزائري وأفتخر
» بيــان أول نوفمبر 1954
الجمعة 08 يناير 2010, 00:25 من طرف khmaya.k
» الأمل
الجمعة 01 يناير 2010, 23:53 من طرف ابو قدور
» أهلا وسهلا ومرحبا بالعضو الجديد أبو قدور
الخميس 17 ديسمبر 2009, 13:12 من طرف ابو قدور
» تهنئة ومباركة
الخميس 17 ديسمبر 2009, 12:57 من طرف جزائري وأفتخر
» عشق العلم و عشق الحسان مقارنة للشافعي :
الإثنين 14 ديسمبر 2009, 19:49 من طرف ابو قدور